الثلاثاء، 14 يوليو 2009

أمير الشعراء؟



إلامَ الخُلفُ بينكم إلاما؟ وهذي الضجة الكبرى علاما؟
وفيم يكيد بعضكم لبعضٍ وتبدون العداوة والخصاما؟

( امير الشعراء احمد شوقي)

لقد أثارت مسابقة برنامج امير الشعلراء التي قدمها تلفزيون ابوظبي زوبعة من الاحتجاج لدى بعض المهتمين واستغرابا لدى البعض وتاييدا ربما لدى غيرهم
ومن ذلك ماقاله احد المهتمين فقال:
تم ربط الشعر، من عنقه ، بسلسلة ذهبية وجرّه إلى الوراء لتسليمه ذلك الدور الذي اعتقد الجميع أنه قد ولّى إلى غير رجعة ، الدور الذي كان فيه الشعر «خادما» لسيد ما ، هذا السيد يتجلى اليوم بالمال وبالأنساق الاجتماعية الاستهلاكية التي تفرزها بقوة مدن البدو الخليجية) صحيفة تشرين ثقافة وفنون السبت 15 أيلول 2007 بشير عاني
ذلك غيض من فيض من بعض ما تناقلته مواقع الانترنت عن خبر مسابقة أمير الشعراء ونتيجتها000وهو بعض إفراز تشم منه رائحة الهمز واللمز أحيانا مما تموج به ساحة الثقافة العربية 0
و أقول يظن البعض أن مصطلح امير الشعراء حديث لم يظهر إلاّ في في الخمسينيات في عهد شوقي
ولكنه في الحقيقة لقب قديم ظهر قبل ألف سنة أوتزيد حيث
يقول صاحب الأغاني: إن أبا تمام قال للبحتري:
"بلغني أن بني حُميد أعطوك مالاً جليلاً فيما مدحتهم به، فأنشدني شيئاً مما قلت فيهم. فأنشده. فقال أبو تمام: كم أعطوك على ذلك. قال: أعطوني، كذا وكذا. قال أبو تمام: والله لقد ظلموك وما أوفوك حقك. إلى أن قال: أنت والله يابني أمير الشعراء غداً بعدي. قال البحتري: فقمت فقبلت رأسه ويديه ورجليه وقلت له: والله لهذا القول أسرّ إلى قلبي وأقوى لنفسي مما وصلني من القوم..))
إذن فهو ليس بدعة جديدة
إلاّ أن عدم التسليم لشاعر ما بهذا اللقب هو أيضا ليس بدعة حتى وإن كان شوقي ذاته فمعلوم اختلاف الادباء على شوقي فبينما يبايع بعض الشعراء شوقي يرفض آخرون ذلك ومنهم الاديب محمود عباس العقاد وعميد الادب العربي طه حسين الذي تراجع فيما بعد عن ذلك ومنهم بعد ذلك نزار قباني الذي اعتبر هذه الإمارة رتبة سخيفة وأنها قد أساءت إلى شوقي أكثر مما أحسنت إليه
وأقول إن هناك همس خفيُّ في ساحة الشعر في الامارات وغير خفي خارجها حول ذلك اللقب الذي فاز به الاخ الكريم الشاعر عبد الكريم معتوق في برنامج أمير الشعراءفهل حقا يزعم القائمون على ذلك البرنامج جميعهم بأن الفوز بهذا اللقب في برنامجهم ملزم لكل الشعراء العرب باصنافهم الاربعة الذين أولهم يجري ولا يجرى معه ورابعهم الذي لا تستحي أن تصفعه ،في اعتقادي إن في ذلك ظلم لهم أعني القائمين على البرنامج إن إدعى أحد أنهم يعنون ذلك دون أن يصرح احدهم بذلك فإنني لم أقرأ لأحد القائمين على البرنامج قوله بأن الفائز بلقب أمير الشعراء في البرنامج يعتبرأميرا لكل الشعراء العرب والحقيقة في ظني أن اللقب لا يعدو أن يكون صاحبه أميرا لشعراء البرنامج الذين قاربوا الثمانمائة بين شاعر و مدع للشعروهم الذين تقدموا للمسابقة لأنهم قبلوا شروط المسابقة وقبلوا أن يكون أشخاص اللجنة المحكمة مقومين لشعرهم أما بقية الشعراء العرب جميعا الخليجيين وغيرهم فهم خارج هذه الدائرة وانا أزعم أن أخي الكريم كريم معتوق كما عرفته طول عمري لا أظنه يدعي أكثر من هذا فلا اظنه سيدعي إمارة على من لم يدخل معه في مسابقة الشعر هذه خاصة أنها مسابقة لم تتفق على تبنيها الساحات الثقافية العربية جميعها ولم تتبناها هيئة جامعة للعرب جميعهم كجامعة الدول العربية مثلا فلو كان الامر كذلك لكان للامارة شموليتها الأوسع والأبعد وعلى حدعلمي أن الامارة في السياسة تؤخذ إما مبايعة وانتخابا أو اغتصابا وهي في الشعر لا يمكن أن تكون إلاّ انتخابا فهي إمارة لا تاتي بالاغتصاب أبدا لأنها إمارة قلوب وأذواق ووجدان فإن قيل بأن اللقب الذي منحه البرنامج جاء انتخابا من قبل الجماهير فإن ذلك في ظني أمر يجا نبه الصواب إلى حد بعيد لأنه انتخاب لا يمكن استبيان آلياته ومدى سلامته ومدى حجمه ونسبته بالنسبة الى عدد متذوقي الشعر في العالم العربي هذا إذا قيل أن من حق المتذوقين أن ينتخبوا على الشعراء أميرا لأن أمير أي شريحة في المجتمع يفترض أن ينتخبه المنتمون إلى تلك الشريحة أنفسهم فنقيب الفنانين أو المحامين ينتخبه أبناء شريحته الذين يعرفون ويعملون عملهم ولا يصح للأطباء مثلا أن ينتخبوا نقيب العمال مثلا وعلى حد علمي إن التصويت لأمير المسابقة في برنامج أمير الشعراء لم يشارك فيه الشعراء أبدا بل شاركت فيه شرائح من مشاهدي القنوات الفضائية وعليه فإن الشعراء بعيدون كل البعد عن اختيار أميرهم وانه لمن الظلم لو صح الزعم بان الامير كان منتخبا مصوّتا له أقول من الظلم ان يكون نقيب العمال أي اميرهم منتخب من العمال وامير الشعراء منتخب من العمال والاطباء وطلاب الجامعات والمدارس والموظفين لأن ذلك الانتخاب المختلط من كل فآت الناس لايكون الا للسياسي وحده لأنه أعني السياسي سيكون متصرفا بعد انتخابه في احوالهم جميعا أما امير الشعراء فحتى لو انتخبه الشعراء لا يعدو أن يكون ذلك تكريما منهم له لتاريخه وتجربته كما حدث لأحمد شوقي حينما الذي بايعه لفيف من الشعراء العرب على إمارة الشعر تكريما وتشريفا لا تكليفا ورغم ذلك جاء وظهر من ينكر ذلك على شوقي وإمارته حتى اخي الاستاذ كريم معتوق نفسه نُقِل عنه أنه قال بعد فوزه بالمسابقة إن إمارته هذه إمارة مؤقتة تنتهي في الدورة الثانية للبرنامج حينما يفوز آخر بلقب البرنامج وأنه لا أمير للشعراء حتى وإن كان أحمد شوقي ذاته فإن كان ولا بد فإن ذلك لا يكون إلا للمتنبي إذن فالامر كما يبدو لي لايعدو أن يكون لقبا يعطيه البرنامج ولجنته ومشاهدوه المحدودون لأحد المشاركين كل سنة تماما كما يحدث في مسابقات ملكات الجما ل فإن فوز إحدى الفتيات بهذا اللقب لايعني أنها أجمل فتاة في العالم لأن الجمال مسألة نسبية لا يتفق الناس كثيرا على مقاييسه كما أن اللجنة التي تعطي لقب ملكة الجمال لم تلتق بكل جميلات العالم وإن فتيات العالم لم يسلمن جميعهن لتلك الفتاة بأنها ملكة عليهن إذن فالأمر لا يعدو في ذلك أن يكون رأي مجموعة من الاشخاص كوّنوا لجنة أعطت رأيا في مجموعة فتيات تقدمن لنيل لقب ملكة جمال وفي رأيي أن ذلك مايحدث تماما في مثل برنامج أمير الشعراء فالفائز أمير على مجموعة من كتاب الشعر جيّده ورديئه قبلت بأن تضع نتاجها بين يدي لجنة لتقيم لها ماتكتب إذن فهي راضية بما تقوله اللجنة ومن تضعه أميرا على تلك المجموعة من الشعراء وأشباههم إذن فليخفف الشعراء من ثورتهم ولينتهِ الهمس من الساحة وليكن حوارا هادئا صريحا واضحا غير متحامل علىأحد بل ليكن الأمر وجهات نظر متباينة وليكن شعارنا قبول رأي الاخر مادام يدور في إطار الأدب الجم خاصة ونحن نزعم أننا من أهل ساحة الادب
وكل دور ة جديدة من برنامج أمير الشعراء وأنتم بخيرومبارك لأخينا الكريم الشاعرعبدالكريم معتوق فوزه بالجائزة وإنها لتجربة جديرة بالوقوف عندها وتأملها من جوانب عدة و الرجاء أن تكون بادرة خير على الشعر العربي وأنه تتحول إلى مسابقة أدبية أكبر بمسمى لا يثير حساسية ولا جدلا ولا عداء بين الشعراء ولا حقدا على( مدن البدو) التي يهفو إليها أبناء العالم كله ويعيشون ويتعايشون ثم لايستحي البعض أن يشتمها ويلعنها تماما كالسيجارة يضعها في فمه حتى اذا انتهت لذتها داسها بحذائه أو كما يقول المثل الشعبي الاماراتي ((عومة مأكوله ومذمومة) والعومة نوع من السمك الصغير كثير الشوك لعظامه الصغيره يأكله الناس حتى إذا غصوا بعظامه لعنوه وشتموه فليتنا نرسي في حواراتنا مبدأ العدالة والانصاف في الحوار أيا كان أدبيا أم غير أدبي.
سالم الزمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق